[center]منذ فترة ليست بالبعيدة جدا , بالتحديد منذ أربع سنوات كنت كملايين الشباب في الوطن العربي احلم بوحدة تجمع أقطاره الاثني و عشرين , و العيب لم يكن في الحلم ذاته بل في سذاجة يقيننا بإمكانية تحقيقه في سرعة حددها اندفاع الشباب و حماسهم خاصة أنه قبل الفترة ذاتها عشت الأشهر الأخيرة من سنة الباكالوريا و أنا أحمل حسرة العدوان الأمريكي على العراق . ولأن ملايينا أخرى من العرب و غير العرب حملت معي الضيق نفسه ظننت مثلما ظنوا هم أيضا أن و حدة شعورنا ستفضي بنا إلى وحدة قريبة لا محالة , فالوقت كل الوقت قد حان و الحرب على العراق ربما تكون المفصل ..
و ها أنا اليوم وبعد المدة نفسها و أنا أقيم في الجمهورية العربية السورية راعية القومية و الوحدة أسخر من نفسي ومن سذاجتي أنا و بقية من كان يفكر مثلي إلى حد الساعة , لقد جعلتني إقامتي في بلد عربي غير بلدي اكتشف أهم مشاكل الوطن , و لما تعمقت في المشكل و أبعاده , أعطيت لنفسي الحق في أن تسخر مني. . ذاك المشكل يكمن بالأساس في التناقض الكائن بين حديثنا عن الوحدة كهم مشترك و بين المنظور الذي نرى من خلاله بعضنا البعض , و لقد وددت أن أفسر ذلك من منطلق تجربتي كمغربية مقيمة في سوريا مع قناعتي التامة بأن النموذج قد يكون متكررا بين عدة أطراف أخرى .