[center]بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لما اعتدت زيارة النوادي مررت بمنتديات بلادي فسلمت على الحاضر والبادي ولما هممت بالانصراف بدا لي شخص يطلب الاسعاف لنيل الكفاف ويشكو الاجحاف. فلما اقتربت لاكرمه بالاتحاف اذا هي امراة بلحاف قد طرز بالضاد ولطخ بالمداد فقلت من انت وما تفعلين في هذا الناد من غير زوج ولا اولاد؟ قالت انا التي اخترت لخاتمة الرسالات نظرا لما لي من الميزات لا توجد في اخواتي اللغات. فقلت فما الذي اوصلك الى طلب الفتات وانت سيدة السيدات وغنية بالكلمات؟ قالت هجرت لضعف اهلي وسعي العدو الى قتلي ورمي بالجهل وزعموا اني لا اصلح للعلم. وانهالت على الخد باللطم فدعوتها الى الصبر والحلم. فقلت ولما كل هذا الحقد عليك والضد؟ قالت اوحقا تجهل لقد ظننتك تعق؟ اولا تعلم ان القران بدوني لا يفهم والدين بفقدي صدره يكلم (اي يجرح) ومما يزيدني في الالم ان الرجل لا يكرم الا اذا تكلم برطانة العجم وبعد هذا افلا اصاب بالسقم؟ فقلت لها لا يشغلك هذا الهم فيكفيك فخرا ان الله جعل لك ذخرا فانزل بك كتابه العزيز بلفظ وجيز ومعنى عزيز ومن حسن حظك ان حفظه بحفظك << انا نحن نزلنا الذكر وان له لحافظون>>.
عندها تهلل وجهها سرورا وقالت جعل الله عملك مبرورا وسعيك مشكورا ولا زال فضلك مذكورا. فقلت لها : لقد سحرتني بألحاظك واسرتي قلبي بالفاظك فكيف السبل الى حفاظك؟ قالت عليك بالقرآن حتى يفصح اللسان وتعرف البيان ثم اشعار العرب من امرئ القيس الى كعب او من زهير الى جرير ولا تنسى كتب الادب وخذ من كل فن بطرب.