مرحبا بكم في منتدى بوعزة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالبوابة

اشكالية الفروع الإسلامية التابعة للبنوك التقليدية

-  مفهوم ونشأة الفروع الإسلامية و الأسباب التي أدت إلى نشأتها:

1-  مفهوم الفروع الإسلامية:

      لقد تعددت الآراء حول مفهوم الفروع الإسلامية، فبعض الاقتصاديين يعرفها بأنها الفروع التي تنتمي إلى بنــوك  ربوية وتمارس جميع الأنشطة المصرفية طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية . ويعرفها البعض بأنها وحدات تنظيمية تديرها البنـــوك التقليدية، وتكون متخصصة في تقديم الخدمات المالية الإسلامية. كما يطلق البعض على ظاهرة الفروع الإسلامية مسمى النظام المزدوج، أي النظام الذي يقدم فيه البنــك الربوي خدمات مصرفية إسلامية إلى جانب الخدمات التقليدية .

ويلاحظ من التعاريف السابقة أنها تدور أصلاً حول مدلول كلمة الفرع والتي تعبر عن المؤسسة التي تنشئها شركة أو مؤسسة أكبر منها . وبالتالي يمكن تعريف الفروع الإسلامية بشكل عام بأنها "الفروع التي تنشئها البنـــوك الربوية لتقديم الخدمات المصرفية الإسلامية " .

2- نشأة الفروع الإسلامية :

     إن فكرة إنشاء فروع إسلامية تابعة للبنـــوك الربوية تعود إلى بداية ظهور البنـــوك الإسلامية  فعندما بدأت فكرة إنشاء البنـــوك الإسلامية تنتقل من الجانب النظري إلى الواقع العملي في مطلع السبعينات قامت بعض البنـــوك الربوية بالتصدي لهذه البنـــوك ومحاولة التشكيك في مصداقية العمل فيها والأساليب الاستثمارية التي تطبقها، وعندما باءت تلك المحاولات بالفشل تقدمت بعض البنـــوك الربوية باقتراح فتح فروع تابعة لها تقدم الخدمات المصرفية الإسلامية . إلا أن هذا الاقتراح لم يصل إلى حيز التطبيق إلا عندما أدركت البنـــوك الربوية مدى الإقبال على البنـــوك الإسلامية وحجم الطلب المتنامي لمختلف شرائح المجتمع على الخدمات المصرفية الإسلامية، عندها قررت بعض البنـــوك الربوية خوض غمار هذه التجربة فقامت بإنشاء فروع تابعة لها تتخصص في تقديم الخدمات المصرفية الإسلامية.

   وقد كان بنـــك مصر في طليعة البنـــوك التقليدية التي اتجهت إلى إنشاء فروع تقدم خدمات مصرفية وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، حيث قام بنـــك مصر في عام 1980م بإنشاء أول فرع يقدم الخدمات المصرفية الإسلامية وأطلق عليه اسم "فرع الحسين للمعاملات الإسلامية" .

  وقد أدى تشجيع البنـــك المركزي المصري لهذا الاتجاه إلى قيام العديد من البنـــوك الربوية هناك إلى إنشاء فروع تتخصص في تقديم الخدمات المصرفية الإسلامية، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع عدد الفروع الإسلامية التي تم الترخيص بإنشائها خلال عامي( 1980و1981م) إلى خمس وثلاثين فرعاً تتبع عدداً من البنـــوك الربوية كبنـــك مصر و بنـــك التجارة والتنمية و بنـــك التنمية الوطني و بنـــك النيل وغيرها، كما اتخذت بعض هذه البنـــوك قراراً بإنشاء وحدات للخدمات الإسلامية بكل فرع من فروعها التقليدية التي تنشأ في المستقبل.

   وفي المملكة العربية السعودية كان للبنــك الأهلي التجاري السبق في خوض غمار هذه التجربة حيث قام في عام 1987م بإنشاء أول صندوق استثماري يعمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية وهو صندوق المتاجرة العالمية في السلع، ثم تلا ذلك قيام البنـــك بإنشاء أول فرع إسلامي وكان ذلك في عام 1990م، ونظراً للإقبال المتزايد على هذا الفرع قام البنك الأهلي بإنشاء عدة فروع لتقديم الخدمات المصرفية الإسلامية. و مع التوسع في إنشاء الفروع الإسلامية قام البنـــك في عام 1992م بإنشاء إدارة مستقلة للإشراف على تلك الفروع التي تجاوز عددها ست وأربعون فرعاً إسلامياً موزعة على مختلف مدن المملكة. هذا بالإضافة إلى الفروع الإسلامية التابعة للبنـــوك الربوية الأخرى والتي قررت الدخول بشكل أو بآخر إلى ميدان العمل المصرفي الإسلامي كالبنـــك السعودي البريطاني والبنـــك السعودي الهولندي، و بنـــك الرياض وغير ذلـك.

3- الأسباب التي أدت إلى نشأة الفروع الإسلامية :

    لقد تعددت الآراء حول الأسباب التي دعت العديد من البنوك الربوية لإنشاء فروع تتخصص في تقديم الخدمات المصرفية الإسلامية، وهذه الأسباب وإن اختلفت من بنك لآخر إلا أنه بشكل عام يمكن حصر أهمها فيما يلي :

- رغبة البنـــوك الربوية في تعظيم أرباحها وجذب المزيد من رؤوس الأموال الإسلامية للاستحواذ على حصة كبيرة من سوق رأس المال .

- تلبية الطلب الكبير والمتنامي على الخدمات المصرفية الإسلامية، حيث أن شريحة كبيرة من الأفراد في كثير من المجتمعات الإسلامية تتحرج من التعامل مع البنـــوك الربوية.

 - الحيلولة دون تزايد الحاجة لإنشاء المزيد من البنوك الإسلامية .

 - المحافظة على عملاء البنوك الربوية من اللجوء إلى البنوك الإسلامية .

 - سهولة سيطرة البنك الرئيسي على الفرع بالنسبة للسيطرة على البنك المستقل، هذا بالإضافة إلى سهولة الإجراءات القانونية لإنشاء فرع بالنسبة لتأسيس بنك جديد .

وبالإضافة إلى الأسباب السابقة والتي تركزت بشكل أساسي في الجانب المادي وروح المنافسة، إلا أنه يجب عدم التقليل من الجانب العقائدي، إذ أن بعض البنوك الربوية يحركها في إنشاء الفروع الإسلامية بصفة أساسية الرغبة في التحول التدريجي نحو العمل بالنظام المصرفي الإسلامي .

بالنسبة للبنوك الربوية في الدول الغربية فإن التزايد المستمر والكبير في أعداد المسلمين في تلك الدول ورغبتهم للتعامل وفق النظام المصرفي الإسلامي هو السبب الرئيسي وراء إنشاء تلك البنوك لفروع تتعامل وفق أحكام الشريعة الإسلامية للاستفادة من أموال المسلمين هناك.